
نتائج الدول العربية في اختبار PISA: بين الواقع والطموح
يُعد اختبار PISA من أهم المؤشرات العالمية التي تقيس جودة التعليم، من خلال تقييم مهارات طلاب في سن الخامسة عشرة في مجالات القراءة والرياضيات والعلوم. وتكمن أهميته في كونه لا يقيس مدى حفظ الطالب للمعلومة، بل قدرته على توظيف المعرفة في مواقف الحياة الواقعية.
أداء الدول العربية في PISA 2022
شهدت دورة PISA لعام 2022 مشاركة عدد من الدول العربية، وجاءت النتائج في مجال الرياضيات كما يلي:
-
الإمارات العربية المتحدة: 431 نقطة
-
قطر: 414 نقطة
-
السعودية: 389 نقطة
-
المغرب: 365 نقطة
-
الأردن: 361 نقطة
أما في مجال القراءة:
-
قطر: 438 نقطة
-
الإمارات: 434 نقطة
-
السعودية: 398 نقطة
-
الأردن: 375 نقطة
-
المغرب: 365 نقطة
وفي مجال العلوم:
-
الإمارات: 449 نقطة
-
قطر: 431 نقطة
-
السعودية: 402 نقطة
-
الأردن: 393 نقطة
-
المغرب: 393 نقطة
تُظهر هذه النتائج أن معظم الدول العربية لا تزال تُحقق معدلات أقل من المتوسط العالمي، الذي يتراوح عادة بين 475 و500 نقطة، حسب مجال التقييم.
مقارنة بالدول الأعلى أداءً
في المقابل، حافظت دول مثل سنغافورة، اليابان، كوريا الجنوبية، وفنلندا على مراكز متقدمة بنتائج تتجاوز 500 نقطة. ويعكس ذلك استقرارًا في سياسات التعليم، وفعالية في المناهج، وكفاءة في تدريب المعلمين، وهو ما لا يزال يشكّل تحديًا في السياق العربي.
أسباب الفجوة
تعود الفجوة بين الدول العربية والعالمية في اختبار PISA إلى عدة عوامل، من أبرزها:
-
اعتماد أساليب تعليم تقليدية تركز على الحفظ والتلقين
-
ضعف في إعداد وتطوير المعلمين
-
مناهج غير متكاملة مع متطلبات التفكير النقدي وحل المشكلات
-
نقص في البنية التحتية التعليمية والدعم النفسي والاجتماعي
-
تفاوتات كبيرة بين المدارس من حيث الجودة والموارد
خطوات ممكنة لتحسين الأداء
لتحقيق نتائج أفضل في الدورات القادمة، تحتاج الدول العربية إلى مراجعة جادة لسياساتها التعليمية. ومن أهم الخطوات:
-
إعادة بناء المناهج على أسس التفكير، الفهم، وربط المعرفة بالحياة.
-
رفع كفاءة المعلمين عبر برامج تدريب مهني مستمرة وممنهجة.
-
تحسين بيئة التعلم لتكون محفزة ومجهزة رقميًا.
-
اعتماد تقييمات وطنية دورية تساعد في قياس التحسّن ووضع خطط علاجية.
-
التركيز على العدالة التعليمية وتقليص الفجوة بين المدارس والمناطق المختلفة.
ختامًا
نتائج اختبار PISA ليست حكمًا نهائيًا على جودة التعليم، لكنها مرآة واضحة لما يحدث في الفصول الدراسية. وإذا أرادت الدول العربية أن تحقّق قفزة حقيقية في التعليم، فعليها أن تبدأ من الآن، بخطط واقعية، وإرادة سياسية، وشراكة مجتمعية تؤمن أن التعليم هو الأساس.
اترك تعليقًا الآن
0 تعليقات